قل كلمة
يستهل الكتاب المقدس حديثه عن إله متكلم. نطقت الذات الإلهية وقالت: ليكن نور فكان نورٌ. كلمة الله قادرة أن تخلق من العدم وأن تغير وتشكل في الأرض. وهكذا صارت الكلمة التي ينطقها الله الفرشاة التي ترسم تصوّر أعظم عالم وأكبر فنان. وأوصى الإله-المتكلم عبده آدم وأمته حواء أن لا يأكلا من شجرة معرفة الخير والشر. ولكنهما عصيا الرب. ثم اختبأا. فقال الرب للرجل: أين أنت؟ وقال للمرأة: ما هذا الذي فعلت؟ وأصدر الله كلمة دينونة على من يعصي أوامره. ولكن القصة لم تنتهي عند الإله المتكلم لأنه مليء بالمحبة التي يريد أن يشاركها مع الإنسان. وتكلم الله بالأنبياء فأعطانا أعظم ناموس عرفه البشر وكتب لنا الوصايا العشر. وكسرنا وصايا الله. فكلمنا تارة برموز كهنوتية وتورا بالأنبياء. وجالت حكمة الله تنادي في كل مكان وتعلي صوت الإله-المتكلم. وفي ملء الزمان لبس اللاهوت حُلة الناسوت وصار الله بشراً وحل بيننا. وتشخصن الإله المتكلم إذ يقول الرسول يوحنا: في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله. ويضيف قائلا أن الكلمة صار بشرا ورأيناه وسمعناه ولمسناه. ويا لروعته ولجماله. بسماعه نسمع أجمل موسيقى وبرؤيته نرى الله وأعظم فن وبلمسه ندخل عالم التقوى الذي يخلو من كل أشكال الشر. وبعد أن وُلد الله الكلمة كبر الطفل ثم صاغ أجمل الجواهر في موعظته على الجبل. ثم بكلمة حرر المأسورين في الخطيئة وبكلمة أقام الموتى وبكلمة انتهر الرياح وبكلمة أطاع حتى الموت وبكلمة استودع نفسه في يدي الآب ثم قام الله الكلمة. وما يزال يدق على أبواب القلوب قائلا ومتكلما وما يزال يدعو التعابى إلى الراحة والخطاة إلى التوبة والمأسورين إلى الحرية والمكروبين إلى التعزية. ولكنه يدعونا أن نصرخ إليه ونطلب منه قائلين: يا رب، قل كلمة فتبرأ حياتي من شرور العالم. قل كلمة فهذا يكفي لأنها كلمة من الله. ندعوك أيها القارئ والقارئه أن تقرأ هذه المجلة بروح التوقع والإصغاء فآيات الكتاب المقدس هي كلمات الله. له المجد الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور. آمين.
السيدة دينا كتناشو
مديرة جمعية الكتاب المقدس